بصمات القلب
حيثما تلمس أيدينا شيئاً،
فهي تترك بصمات أصابعنا!
سواء على الجدران،
أو على أثاث البيت،
على مقابض الأبواب،
أو على أطباق الطعام والكتب،
لا مفر!
فحيثما نلمس،
نترك وراءنا دليل هويَّتنا.
+++ وحيثما أذهب اليوم، أعنِّي، يا رب، لأترك بصمات قلبي!
بصمات قلبي: الرحمة، والفهم، والمحبة.
بصمات قلبي: الشفقة، والاهتمام بالآخر.
ليت قلبي يتلامس مع جاري المنفرد وحده،
أو الابنة أو الأُخت الهاربة،
أو الأُم القلقة،
أو حتى الجدّ أو الجدَّة الطاعنَيْن في السن.
+++ وفي مكان العمل، ليتني أترك بصمات قلبي،
مع الفرَّاش والبوَّاب،
مع الزميل والزميلة،
مع الرئيس والمدير،
ومع المتعامل معنا،
مع غير المسيحي والمسيحي، على السواء.
بصمات قلبي: الاحتمال، والمعونة،
البذل، والأمانة،
المواساة، والمجاملة،
دون انتظار المقابل!
مع الذي يحب والذي لا يحب،
مع الذي يحسُّ والذي لا يحسُّ،
مع الذي يرفض هذه البصمات
أو يمسحها أو يشوِّهها،
ومع الذي يُقدِّرها، على السواء.
+++ أرسلني اليوم، يا ربي، لأترك بصمات قلبي حيثما حللتُ.
فإن قال أحدٌ ما:
”لقد أحسستُ ببصمات قلبك“
فيا ليته يحسُّ بالمحبة
التي هي عميقة في أعماق قلبي،
وقد انسكبت فيَّ بالروح القدس،
كوعد المسيح له المجد.
وليتها تنسكب في الجميع. آمـين. +
+++
اليأس والإحباط
سلاح الشيطان
سرد أحد القديسين هذا التأمُّل:سلاح الشيطان
حدث أن أعلن الشيطان أنه مزمع أن يستعفي من عمله، فيبيع كل أدواته وأسلحته، بشرط أن الذي يريد، يدفع الثمن كاملاً.
وفي اليوم الموعود المحدَّد للبيع، كانت كل أدواته وأسلحته معروضة للبيع بطريقة مُشوِّقة جداً.
كان هناك: الحسد، والغيرة، والبغضة، والكراهية، والخداع، والشهوة، والكبرياء، وعبادة الأوثان، وكل متعلِّقات الشيطان.
وكانت كـل بضاعة مُسجَّلاً عليها طـابع بالثمن.
وهناك
في أحد الأركان، كان منظرٌ مرعب، أداة حادة مُدبَّبة الشكل، ولكن يبدو
عليها أنها قديمة ومُستعملة كثيراً؛ ولكنها كانت تحمل ثمناً أغلى من كل
الأثمان الأخرى.
وسأل أحد الواقفين الشيطان:
- ”ماذا تكون هذه الأداة“؟
فأجاب الشيطان:
- ”إنها سلاح الإحباط واليأس“.
وأتبع هذا الشخص سؤاله للشيطان، بسؤالٍ آخر:
- ”ولماذا تُثمِّن هذا السلاح بسعرٍ غالٍ هكذا، مع أنه واضح أنه مستخدم وقديم أكثر من الأدوات الأخرى؟“
فردَّ الشيطان:
- ”لأنه أكثر الأسلحة نفعاً لي دون الأسلحة الأخرى“.
”فأنا أستطيع به أن أدخل إلى ما داخل قلب الإنسان، وذلك حينما أعجز عن الاقتراب إليه بأي سلاح آخر“.
”وحالما أدخل داخله، أستطيع أن أستخدمه بأية طريقة تناسبني أفضل“.
”وهو مستعملٌ، نعم، لأني أستخدمه مع كل إنسان على قدر ما أستطيع، وقليلون هم الذين يعرفون أنه سلاحي وأداتي“.
”وأما ثمنه الذي يفوق باقي الأثمان، فلكي لا يقدر أحد أن يشتريه، وحتى اليوم لم يُبَع ولن يُباع“.
إنه سلاح خصوصي للشيطان،
وهو ما يزال يستخدمه ضد بني البشر.
+++ وصرخ الأب القديس: - ”أعنَّا، يا الله، لنهرب من اليأس والإحباط وانقطاع الرجاء،
لأنه هو الذي يوقعنا في قبضة الشيطان“. +
منقول عن موقع مجلة مرقس