الله يريدنا أن نرجع
إنّه ينادينا في حُبّ "ارجعوا إليّ، فأرجع إليكم" (ملا7:3).
وتحمل هذه العبارة كثيرًا من المعاني العاطفية:
1- إنّه يذكّرنا بأن أصلنا عنده، والخطية دخيلة علينا...
وكأنَّه يقول لنا: ليس انفصالكم عني هو وضعكم الأصلي. فوضعكم الأصلي هو
الثبات فيَّ لأنِّي أنا الكرمة، وأنتم الأغصان (يو5:15) وطبيعة الغصن أن
يكون ثابتًا في الكرمة لذلك لست أناديكم أن تأتوا إليّ، بل أن ترجعوا
إليّ...
* ترجعوا إلى الوضع الطبيعي الذي كان لكم منذ البدء..
* ترجعوا إلى الصورة الإلهية التي كانت لكم يوم خُلِقتُم....
انفصالكم هذا، وضع طارئ، مؤقَّت، لا يصلُح أن تبقوا فيه. وحياة البِرّ
والقداسة ليست جديدة عليكم، بل هي طبيعتكم التي بدأتُ بها علاقتي معكم،
والتي ستعيشون بها معي في الأبدية.
2- تحمل عبارة "ارجعوا إليّ" دليلاً على حُنو الله....
فمَنْ نحن التراب والرماد، حتى يدعونا الله للرجوع إليه؟! لكنها مَحبَّة
الله، التي لن يُعبَّر عنها، التي تذكّرنا بترتيلة "يا حبيبي، عُدّ إلىّ"
إنه يريد أن تظلّ عِشرتنا به ثابتة، هذا الذي لذّته في بني البشر الذي
يقول لنا "حيث أكون أنا، تكونون أنتم أيضًا" (يو3:14).
3- وحَسَنٌ في الرجوع، أن تأتي المبادرة من الله.
فهو الذي يبدأ، وهو الذي يطلب، وهو الذي يدعونا إليه. بل هو من أجل هذا
أرسل إلينا الأنبياء، ووضع لنا سِرّ التوبة. ووعدنا في رجوعنا أن ينسى
القديم كله ولا يذكره بعد (إر34:31).
ولكن ما معنى قوله "ارجعوا إليّ، فأرجع إليكم"؟ هل معنى هذا أن رجوعنا لابد أن يسبق رجوعه؟! كلاَّ وإنما هو يقصد بهذا أن يقول:
4- أن رجوعي إليكم مضمون. المُهِمّ أن ترجعوا أنتم....
أنا في أي وقت تطلبونني فيه، تجدونني معكم. بل أنا واقف على أبواب قلوبكم
أقرع لكي تفتحوا لي (رؤ20:3). إنما المشكلة تأتي من جهتكم أنتم "فإن سمع
أحد صوتي وفتح الباب، أدخل إليه" لذلك أقول "ارجعوا إلىّ" أي افتحوا أبواب
قلوبكم المغلقة دوني.... "فأرجع إليكم" أي أدخل إلى هذه القلوب التي
أخرجتموني منها، برفضكم إياي في خطاياكم...
ارجعوا إلىّ، فأنا موجود معكم ولكنكم لا تشعرون بوجودي… حقًا لقد صَدَق
القديس أغسطينوس حينما قال [كنتَ يارب معي، ولكنِّي أنا لم أكن معك]...
الله معنا، يعمل لأجلنا، حتى ونحن في عمق خطايانا. يبحث عنَّا وقد شَرَدنا من حظيرته، وينادينا ارجعوا إلىّ..
[من كتاب (الرجوع إلى الله)
لقداسة البابا شنودة الثالث
إنّه ينادينا في حُبّ "ارجعوا إليّ، فأرجع إليكم" (ملا7:3).
وتحمل هذه العبارة كثيرًا من المعاني العاطفية:
1- إنّه يذكّرنا بأن أصلنا عنده، والخطية دخيلة علينا...
وكأنَّه يقول لنا: ليس انفصالكم عني هو وضعكم الأصلي. فوضعكم الأصلي هو
الثبات فيَّ لأنِّي أنا الكرمة، وأنتم الأغصان (يو5:15) وطبيعة الغصن أن
يكون ثابتًا في الكرمة لذلك لست أناديكم أن تأتوا إليّ، بل أن ترجعوا
إليّ...
* ترجعوا إلى الوضع الطبيعي الذي كان لكم منذ البدء..
* ترجعوا إلى الصورة الإلهية التي كانت لكم يوم خُلِقتُم....
انفصالكم هذا، وضع طارئ، مؤقَّت، لا يصلُح أن تبقوا فيه. وحياة البِرّ
والقداسة ليست جديدة عليكم، بل هي طبيعتكم التي بدأتُ بها علاقتي معكم،
والتي ستعيشون بها معي في الأبدية.
2- تحمل عبارة "ارجعوا إليّ" دليلاً على حُنو الله....
فمَنْ نحن التراب والرماد، حتى يدعونا الله للرجوع إليه؟! لكنها مَحبَّة
الله، التي لن يُعبَّر عنها، التي تذكّرنا بترتيلة "يا حبيبي، عُدّ إلىّ"
إنه يريد أن تظلّ عِشرتنا به ثابتة، هذا الذي لذّته في بني البشر الذي
يقول لنا "حيث أكون أنا، تكونون أنتم أيضًا" (يو3:14).
3- وحَسَنٌ في الرجوع، أن تأتي المبادرة من الله.
فهو الذي يبدأ، وهو الذي يطلب، وهو الذي يدعونا إليه. بل هو من أجل هذا
أرسل إلينا الأنبياء، ووضع لنا سِرّ التوبة. ووعدنا في رجوعنا أن ينسى
القديم كله ولا يذكره بعد (إر34:31).
ولكن ما معنى قوله "ارجعوا إليّ، فأرجع إليكم"؟ هل معنى هذا أن رجوعنا لابد أن يسبق رجوعه؟! كلاَّ وإنما هو يقصد بهذا أن يقول:
4- أن رجوعي إليكم مضمون. المُهِمّ أن ترجعوا أنتم....
أنا في أي وقت تطلبونني فيه، تجدونني معكم. بل أنا واقف على أبواب قلوبكم
أقرع لكي تفتحوا لي (رؤ20:3). إنما المشكلة تأتي من جهتكم أنتم "فإن سمع
أحد صوتي وفتح الباب، أدخل إليه" لذلك أقول "ارجعوا إلىّ" أي افتحوا أبواب
قلوبكم المغلقة دوني.... "فأرجع إليكم" أي أدخل إلى هذه القلوب التي
أخرجتموني منها، برفضكم إياي في خطاياكم...
ارجعوا إلىّ، فأنا موجود معكم ولكنكم لا تشعرون بوجودي… حقًا لقد صَدَق
القديس أغسطينوس حينما قال [كنتَ يارب معي، ولكنِّي أنا لم أكن معك]...
الله معنا، يعمل لأجلنا، حتى ونحن في عمق خطايانا. يبحث عنَّا وقد شَرَدنا من حظيرته، وينادينا ارجعوا إلىّ..
[من كتاب (الرجوع إلى الله)
لقداسة البابا شنودة الثالث